للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رحمه الله يولي هذا النوع من التعليم من جهده ونشاطه الشيء الكثير، مما جعل هذه المؤسسة العلمية من أنفع المؤسسات العلمية للدولة فلقد أمنت لها القضاة والمدرسين والإداريين والمستشارين والعلماء المبرزين في ميادين العلوم الشرعية حيث انتشرت التحقيقات والمؤلفات العلمية ورأى رحمه الله بثاقب بصره أن القضاء في حاجة إلى المزيد من التركيز والتأهيل فاستصدر أمر ولي الأمر بافتتاح معهد عال للقضاء لتخريج القضاة فافتتح وآتى أكله. ثم رأى رحمه الله أن التوعية الإسلامية وتبصير الناس أمور دينهم ودنياهم ليس محصورا في المؤسسات التعليمية ولا في الدراسات التقليدية وإنما للصحافة سهم وافر في الإسهام في ذلك فاستصدر رحمه الله أمرا من ولي الأمر بإيجاد مؤسسة صحفية إسلامية تصدر عنها مجلة أسبوعية تأخذ دورها في التوجيه والبيان والإيضاح والرد على ما فيه مخالفة لمقتضيات شرعية في الاعتقاد والعمل على تأسيس هذه المؤسسة وأسند مجلس إدارتها إلى مجموعة من أهل العلم والصلاح والوجاهة فصدر عن هذه المؤسسة مجلة باسم الدعوة ولا تزال هذه المؤسسة تزاول عملها بإصدار مجلة الدعوة كل أسبوع وقد تلاشى أمل الكثير ممن كانوا يعقدون عليها أهمية كبرى في تضلعها برسالتها التي كان يريدها لها سماحة منشئها حيث مضى عليها أكثر من عشرين عاما ونتائجها محدودة وأعمالها تقصر دون الأمل منها. وغني عن البيان القول أن المعهد العلمي الذي قام بتأسيسه سماحة شيخنا وتطور في عهده تطورا تفرع عنه العديد من المعاهد العلمية وصار تمهيدا لتأسيس كليات علمية تستمد قوتها من هذه المعاهد غني عن البيان أن هذه المؤسسة العلمية قد تحولت الآن إلى جامعة قوية ذات كيان ذائع الصيت في المحافل العلمية العالمية هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.