وأنى لصلاة كهذه أن تنهى عن الفحشاء والمنكر، فتؤدي وظيفتها في حياة الناس وسلوكهم. . .!
والزكاة التي شرعت طهرة للقلوب، وتزكية لها من حب المال أصبحت عند كثير من المؤدين لها ضريبة من الضرائب، يحتال عليها ويتثاقل من دفعها.
وأنى لمثل هذه الزكاة أن تردع صاحبها عن الحرام، وأن تطهر قلبه من حب المال. . .!
وشهر رمضان الذي كان مدرسة التقوى والصبر. . . أصبح شهر طعام وشراب، وتلذذ وسمر. . .
يفهمه كثير من الصائمين امتناعا عن الطعام والشراب في النهار، واسترسالا فيه بالليل، وأنى لمثل هذا الصيام أن يطهر النفوس ويربيها على فضائل الصيام. . .!
ومناسك الحج تلك المدرسة التربوية الجامعة، أصبحت عند معظم الحجاج أعمالا روتينية لا تؤدي وظيفتها في النفوس. . .
يتقيد الحاج أيام الحج بمحظورات الإحرام، وهو متلبس بمحظورات الإسلام. . .
فكم من حاج يسأل مثلا عن حكم لبس الساعة حال الإحرام خشية الوقوع في المحظور، وهو متختم بالذهب طيلة حياته، لا يشعر به ولا يسأل عنه. . .!
وكم من حاج يخشى سقوط شعرة أو شعرات من جسمه، ويتحرز عنه كل التحرز، وهو مطلق لنفسه العنان في غير أيام الحج فيحلق ما يشاء ويترك ما يشاء، وكأنه سيد نفسه، ولا يشعر بعبوديته. . .!
وأنى لحاج مثل هذا وذاك أن يستفيد من الحج، وأن يعود حجه عليه بالنفع!!
والحجاب الذي كان مظهر العفة والحياء، أصبح عند كثير من النساء عبئا ثقيلا يتفنن في إزاحته، أو تشويه حقيقته. . .
وإذا ما لبسته المرأة فإنما تلبسه تبعا لعاداتها وتقاليد بلادها، وما أعجب أن تحتجب المرأة في صلاتها، ثم تخرج بعدها سافرة متبرجة!!
واللحية بعد أن كانت شعار التمسك والاتباع، أصبحت عند كثير من المسلمين تبعا للتقاليد والأزياء. . . وقل مثل هذا في كل شعيرة من الشعائر التعبدية، وفي كل عمل دعا إليه الإسلام، ولا يزال في المسلمين من يتمسك به أو يدعو إليه.