للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الله لم يزل متكلما إذا شاء فجنس كلامه قديم، فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض. . . انتهى.

فتبين بهذا أن نفي القدم عن القرآن ليس رأيه وحده كما يزعم المفترون، وإنما هو رأي سلف هذه الأمة قاطبة وأن هناك فرقا بين جنس الكلام وأفراد الكلام والله أعلم.

٨ - قالوا إنه يقول بقدم العالم، وهذا من الكذب الصريح على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه لا يقول بقدم العالم، وإليك عبارته رحمه الله في إبطال هذا القول ورده قال في مجموع الفتاوى (١) (/ ٩/ ٢٨١) فإن الرسل مطبقون هذا القول على أن كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ليس مع الله شيء قديم بقدمه، وأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام والعقول تعلم أن الحوادث لا بد لها من محدث، وفي الجزء الثاني من هذا المجموع المبارك (٢) صرح بتكفير من قال بقدم العالم.

٩ - قالوا إنه يقول إن الأنبياء غير معصومين، والجواب: أن هذا كذب صريح وبهتان واضح، فإن شيخ الإسلام رحمه الله يقرر عصمة الأنبياء ويثبتها، وهذا نص عبارته في هذا الموضوع حيث يقول: إن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه - إلى أن قال: وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ


(١) مجموع الفتاوى، (٩/ ٢٨١).
(٢) مجموع الفتاوى، (٢/ ١٨٨).