أما كتاب ابن النجار -وقد أفاد فيه من سابقيه- فجعله في ستة أقسام: الوصل، والأصل، والقطع، وما لم يسم فاعله، والخبر عن نفسه، والاستفهام، وفي كل قسم يتحدث عما يجيء منه في الأفعال والأسماء، أو في الأفعال وحدها، ويمثل له بآيات من القرآن الكريم، وفتح الكتاب بمبحث للهمزات في أوائل الضمائر وحروف المعاني والأدوات.
وقد حققت الكتاب عن نسخة فريدة -فيما أعلم، وهي ضمن مجموع تحتفظ به مكتبة برنستون - مجموعة جاريت تحت رقم ٢٤٤/ ٤٣٤٦، في ثماني ورقات ( ilov- flo) في كل صفحة ثلاثة عشر سطرا وعلى الصفحة الأولى اسم المؤلف وعنوان الكتاب، وقد كتبت المخطوطة بخط نسخي مقروء، كتبها أحمد بن موسى بن محمد القرشي، وقد نص في أكثر من رسالة على كتابتها سنة ٨٦٠ هـ وإن لم يذكر ذلك في آخر مخطوطتنا، وقد قرئ الكتاب وصحح على مؤلفه. وكتبت بعض الكلمات بالحمرة الخفيفة، فكان قراءتها في المصورة صعبا، ولكن يبدو أن بعض الكلمات ترك لها فراغات لتكتب بالحمرة ونسي ذلك، إذ لا يظهر لها أثر في المصورة.
وحاولت تقديم نص جيد، صححت بعض أخطاء المخطوطة، واستدركت بين معقوفين الألفاظ غير المكتوبة، أو ما يحتاج إلى تكملة، ووضحت بداية كل صفحة من وجهي ورقة المخطوطة، كما جعلت أسماء السور وأرقام الآيات بين معقوفين تقليلا للحواشي، وخرجت كل ما يحتاج إلى ذلك، وعلقت على بعض العبارات، وربطت الكتاب بكتابي ابن الأنباري، وابن خالويه وأحلت عليهما.