للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي ألف الوصل التي حذفت واستغني عنها بألف الاستفهام (١). قال ذو الرمة:

أستحدث الركب من أشياعهم خبرا ... . . . . . . . . .

فقطع الألف لأنها ألف الاستفهام وأسقط ألف الوصل. . . والله أعلم.

وإذا دخلت ألف الاستفهام على ألف القطع نظرت: فإذا كانت ألف القطع مفتوحة ففيها للعرب لغات:

منهم من يهمزهما معا، فيأتي بهمزتين مقصورتين.

ومنهم من يدخل ألفا استثقالا للجمع بينهما كما قال ذو الرمة:

فيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا آأنت أم أم سالم

فأدخل بين الهمزتين ألفا لئلا يجمع بين همزتين، والمعنى: أأنت أحسن أم أم سالم؟.

ومنهم [١٥٥ ب] من يبدل الثانية ألفا، فيأتي بهمزة ومدة.

أما من أثبتهما معا، فمنهم من حقق الثانية، ومنهم من أزال نبرتها بالتسهيل، وذلك نحو قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} (٢) {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} (٣) {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} (٤) {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} (٥) وشبهه، وكل ذلك قرئ به.


(١) ينظر ابن الأنباري ٨٩.
(٢) سورة البقرة الآية ٦
(٣) سورة المائدة الآية ١١٦
(٤) سورة يس الآية ٢٣
(٥) سورة هود الآية ٧٢