للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني تؤتوهم من الوصية جميلا وإحسانا في الثلث المأذون فيه، وتارة قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة حالف النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فكان الأنصاري يرث المهاجري، والمهاجري يرث الأنصاري فنزلت هذه الآية، ثم انقطع ذلك فلا تواخي بين أحد اليوم.

وقال ابن المسيب: نزلت في الذين كانوا يتبنون الأبناء، فرد الله الميراث إلى ذوي الأرحام والعصبة، وجعل لهما نصيبا في الوصية.

وقد أحكم ذلك ابن عباس في الصحيح بيانا بما رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برهانا، قال البخاري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في الصحيح، {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} (١) قال ورثة، والذين عقدت أيمانكم، فكان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} (٢) نسخت. ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٣) من النصرة والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث ويوصي له، وهذه غاية ليس لها مطلب (٤).

وقال القرطبي بعد ذكره لرواية البخاري عن ابن عباس المتقدمة قال: قال أبو الحسن بن بطال وقع في جميع النسخ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} (٥) قال نسختها {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٦) والصواب أن الآية الناسخة {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} (٧) والمنسوخة {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٨) وكذا رواه الطبري في روايته. وروي عن جمهور السلف أن الآية الناسخة لقوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (٩) قوله تعالى في الأنفال: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (١٠) وروي هذا عن ابن عباس وقتادة والحسن البصري وهو الذي انتبه أبو عبيد في كتاب " الناسخ والمنسوخ " له.

وفيها قول آخر رواه الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أمر الله عز


(١) سورة النساء الآية ٣٣
(٢) سورة النساء الآية ٣٣
(٣) سورة النساء الآية ٣٣
(٤) ٠٢٣٦ أحكام القرآن ١/ ٤١٤ - ٤١٥ الطبعة الأولى الحلبية سنة ١٣٧٦
(٥) سورة النساء الآية ٣٣
(٦) سورة النساء الآية ٣٣
(٧) سورة النساء الآية ٣٣
(٨) سورة النساء الآية ٣٣
(٩) سورة النساء الآية ٣٣
(١٠) سورة الأنفال الآية ٧٥