للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول

جلق بكسر الجيم وتشديد اللام المفتوحة: دمشق، البزل بضم الباء وتشديد الزاي المفتوحة جمع بازل وهو ما استكمل السنة الثامنة من الإبل، الكبش: سيد القوم وحاميهم، البيض: جمع بيضة وهي الخوذة والمراد ببنان المفصل: أطراف الأصابع، المرمل: الذي نفذ زاده ويراد به الفقير: وجفنة: أبو ملوك آل غسان وهو مزيقيا: ومارية بنت الأرقم وينتهي نسبها إلى مزيقيا وضرب بقرطيها المثل حيث كان فيهما مائتا دينار، الهرير: صوت الكلاب، شم الأنوف، كناية عن العزة، الطراز، فارسي معرب ومعناه الشكول العظيمة لقد كان هذا الشعر ألحانا وترانيم تتجاوب الأصوات فيه مع الأوتار فتهز الأسماع والقلوب، إنه شعر حسان يمدح في إعجاب وعجب أولئك الذين ينادمهم في دمشق، وهم أولئك الشجعان الذين يلبسون الحلل والدروع المضاعفة النسج، ويمشون مشي الجمال الأقوياء، أولئك الذين لا ينازلون غير الكماة فيطيحون بهم، أولئك الذين طبقوا نظم الإسلام الاجتماعية وإن لم يعرفوا الإسلام فخلطوا بين الأغنياء والفقراء، وكلهم لديهم سواء، وقد أغدقوا كرمهم على المرملين المعدمين، إنهم أولاد جفنة الكرماء الذين جثموا حول قبر أبيهم يعطون العفاة والمجتدين، هم الكرماء بيض الوجوه وهم الأعزاء شم الأنوف.

تلك هي الأغاني التي تشنف بها القيان أسماع جبلة ومن حوله فيعيشون مع خواطر حسان وأفكاره، وإن لم يكن معهم حسان.

وحسبنا هذا النموذج من شعره الجاهلي الذي وضعه في مصاف النابغين من أمثال النابغة الذبياني.

* * *