للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما دفعني أنه لا يكاد يعرف للحنابلة مؤلفات في التفسير وعلوم القرآن إلا ما ندر وإنما عرفوا بمؤلفات في الفقه والعقيدة؛ وتراثهم في التفسير وعلوم القرآن لا يقل عن ذلك، غير أنه لم يحظ بالعناية والنشر، بقدر ما عنيت به سائر كتبهم.

وإن المطلع على كتب التراجم وقوائم المخطوطات ليذهل جدا من وفرة إنتاج الحنابلة في هذا المجال، وجهل الكثيرين له.

وقد اتخذ الموفق ابن قدامة في كتابه الذي بين أيدينا طريقة واضحة في الرد على دعاوى الخصوم وأوهام المتخرصين ببيان القرآن بالقرآن أو بالسنة النبوية، وهما أصح طرق تفسير القرآن.

ومن ميزة كتابة ابن قدامة؛ وبالأخص في كتابه (البرهان في بيان القرآن) أنه بعد ذكر الخلاف والاستدلال، يذكر ملخصا لما سبق بعبارة موجزة وواضحة.

وبعملي في تحقيق هذا الكتاب، لا أدعي أنني أوفيته حقه، ولكن أحسب عملي فيه وضح غامضه، وأوضح مشكله، وقبل هذا كله: إخراجه إلى النور لتعم به الفائدة.

والنية متجهة - إن شاء الله - في المستقبل إلى تتبع مؤلفات الحنابلة في التفسير وعلوم القرآن، وجمعها في كتاب، ليستفيد منه الدارسون والباحثون.

والله أسأل الهداية والتوفيق.

وصلى الله على نبينا محمد وسلم.

سعود بن عبد الله الفنيسان