ابن رجب أنه جزء. كل هذه الأسماء الثلاثة- كما ترى. متفقة على أن اسمه "البرهان "، وأنه لأبي محمد الموفق ابن قدامة، غير أن التسمية الأولى تزيد في بيان القرآن، والتسمية الثالثة تصفه بأنه في مسألة القرآن.
والتسمية الأولى "البرهان في بيان القرآن" لم أجد من ذكرها غير ما سطر عنوانا للمخطوطة. ويظهر لي أن ابن قدامة لم يسمه إلا بـ "البرهان " فقط، وهذه الزيادة إنما هي من بعض النساخ.
واخترت التسمية الأولى دون غيرها لاعتبارات، منها: -
١ - أن هذه التسمية هي المثبتة في المخطوطة، وهي نسخة فريدة، كما سنبين هذا قريبا.
٢ - أن دلالة جملة "في بيان القرآن" على مضمون ما في المخطوطة أدق، حيث رد المصنف على القول: إن حروف القرآن مخلوقة بأدلة مسهبة من القرآن والإجماع وأقوال العرب، ثم قرر مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة بنصوص من القرآن والسنة فقط، ولم يعول على أدلة أهل الكلام.
٣ - لو وصف بـ "بيان مسألة القرآن" لدلت على الرد على المعتزلة بقولهم بخلق القرآن بأدلة عقلية فقط على طريقة المتكلمين، وابن قدامة لم يسلك مسلكهم في هذا؛ بل بين أن الأشاعرة ومن سايرهم قد أخطئوا في ردهم على المعتزلة بأسلوبهم وطريقتهم الكلامية، حيث وقعوا فيما فروا منه فوافقوهم حيث أرادوا مخالفتهم.