للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن المعلوم البين: أن هذا كله لا يتعلق إلا بهذا الكتاب دون ما في النفس، فإن الكفار ما اعتقدوا في نفس الباري شيئا يريدون تبديله، أو يزعمون أنهم يقولون مثله، ولا ينهون عن سماعه، ولا التمسوا تبديله على غير النبي -صلى الله عليه وسلم- مع إشارتهم إلى [حاضر] (١).

الرابع: أن الله سمى القرآن عربيا، فقال: {قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (٢)، أي غير مخلوق، وقال: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (٣)، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٤)، وقال: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} (٥)، وسماه حديثا بقوله: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} (٦)، وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} (٧)، وقال: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} (٨)، وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} (٩)، وإنما يتعلق هذا الوصف باللفظ دون المعنى.

الخامس: أن الله تعالى- أشار إليه إشارات [الحاضر] بقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (١٠) {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ} (١١)،


(١) في الأصل (حاظر) بالطاء المعجمة، والصواب ما ذكرناه
(٢) سورة الزمر الآية ٢٨
(٣) سورة الزخرف الآية ٣
(٤) سورة الشعراء الآية ١٩٥
(٥) سورة فصلت الآية ٤٤
(٦) سورة القلم الآية ٤٤
(٧) سورة الزمر الآية ٢٣
(٨) سورة الطور الآية ٣٤
(٩) سورة النساء الآية ٨٧
(١٠) سورة الإسراء الآية ٩
(١١) سورة النمل الآية ٧٦