للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليت شعري أيزعمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك بيان هذا الأمر قصدا لإضلال أمته وإغوائهم، أو غفلة منه، وأن [أستاذهم قصد] (١) لما غفل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه، والسادة من صحابته وتابعيهم، والأئمة من بعدهم، فبين الصواب، وأتم تبليغ الرسالة، [وقصد] (٢) لما لا يعلمه الله- تعالى- وخفي عن رسوله، وأمته. أن من رضي لنفسه [] (٣) هذا، لأهمل أن لا يكلم أصلا (٤).

الوجه الثاني، من الثاني: لو قدرنا أنه ساغ للنبي -صلى الله عليه وسلم- السكوت عن بيان القرآن، فكيف ساغ له إيهام أمته؟ أن القرآن غير ما هو قرآن، بما تلاه من الآيات [التي] (٥) ذكرناها، والأخبار التي رويناها ليضل أمته بذلك عن الصواب، ويعتقدوا غير الحق، ويصيروا حشوية مجسمين- كما يعتقد فينا خصومنا- ولو كان ذاك، لكان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو المضل لأمته، والمغوي لهم، والداعي لهم إلى صراط الجحيم، والمانع لهم من الصراط المستقيم.


(١) الجملة غير واضحة في الأصل لوجود بياض، وما أثبتناه ينتظم به السياق.
(٢) غير واضحة في الأصل، ولعل ما أثبتناه يظهر به المعنى.
(٣) في الأصل جملة (يؤدي إلى)، ولا معنى لها في السياق، حيث يتم المعنى بدونها.
(٤) أي أنه غير عاقل، فلا تحوز مجادلته. ولا مخاطبته.
(٥) في الأصل (الذي) بدل (التي).