للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عيينة: هو عيينة بن حصن الفزاري قائد غطفان، ابن حرب: أبو سفيان، المتخمطون: شديدو الغضب والحلية: الصورة وفي رواية: حلبة: ويراد بها اجتماع القوم، الأيد: القوة، الريح المعصفة: الشديدة الهبوب.

وكان حسان في هذه الأبيات من القصيدة مؤرخا حيث قدم عيينة وأبا سفيان غاضبين في صورة الأحزاب التي اجتمعت وليس لهم من هدف حين جاءوا المدينة غير قتل النبي والظفر بالأسلاب وحينما اعتزوا بقوتهم وكثرتهم ردهم الله على أعقابهم مغيظين وفرقت جموعهم ريح عاصفة وجنود من عند الله وكفى الله المؤمنين القتال وأجزل لهم الثواب وكان حسان في شعره هذا مرددا ما قاله القرآن في سورة الأحزاب. في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} (١) وقوله:

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} (٢)

وتناول حسان في غير هذه القصيدة أحداثا جانبية في الغزوة كمصرع ابن عبد ود.

* * *

ولم يتخلف حسان عن تقديم صور لغزوة قريظة وغزوة بني النضير وذي قرد وتناول تلك الغزوات في أكثر من قصيدة وكان صدر قصيدته في بني قريظة:

لقد لقيت قريظة ما غطاها ... وحل بحصنها ذل ذليل

غطاها: ساءها

وقال في غزوتي قريظة وبني النضير:

لقد لقيت قريظة ما سآها ... وما وجدت لذلك من نصير

أصابهم بلاء كان فيهم ... سوى ما قد أصاب بني النضير

سآها: ساءها

وغزوة ذي قرد تلك التي أغار فيها عيينة بن حصن على إبل حوامل ذات ألبان لرسول الله صلى الله عليه


(١) سورة الأحزاب الآية ٩
(٢) سورة الأحزاب الآية ٢٥