للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما الآثار: فقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة (١)»، وما أشبه هذا من الآثار.

وأما الإجماع:

فإننا أجمعنا على أن السنة محمودة، والبدعة مذمومة، وكل واحدة من الطائفتين تدعي أنها هي السنية والأخرى هي المبتدعة، والسنة هي طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته ومن تبعهم.

والبدعة: ما أحدث في الدين بعدهم بدليل قوله: «وإياكم ومحدثات الأمور (٢)» إلى آخر الخبر، وقوله- عليه السلام-: «شر الأمور محدثاتها (٣)»، وطريقتنا منقولة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وصحابته (٤) ومن تبعهم، وقولهم لم ينقل عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولا عن صحابته، ولا عن أحد من التابعين.

وقيل: أول من قال به (٥) ابن كلاب فهو محدث في


(١) سبق تخريجه، وهو حديث صحيح.
(٢) سنن أبو داود السنة (٤٦٠٧)، سنن الدارمي المقدمة (٩٥).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه. انظر: (٨/ ١٣٩).
(٤) في الأصل (وصاحبته) والصواب ما أثبت.
(٥) سقطت من الأصل.