للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول في دعائه: اللهم أعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو ببركة الرسول، أو بحرمة المصطفى، أو بجاه الشيخ التيجاني، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم؟

الجواب: من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي، أو حرمته، أو بركته، أو بجاه غيره من الصالحين، أو حرمته، أو بركته فقال: اللهم بجاه نبيك، أو حرمته، أو بركته أعطني مالا وولدا، أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار مثلا فليس بمشرك شركا يخرج من الإسلام لكنه ممنوع سدا لذريعة الشرك وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام على ما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١)، فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا، ومنها نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد خشية أن تعبد ومنها تحريم خلو الرجل بالمرأة الأجنبية وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (٢) {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (٣).


(١) سورة الأنعام الآية ١٠٨
(٢) سورة النور الآية ٣٠
(٣) سورة النور الآية ٣١