للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوحيد الربوبية:

هو الإقرار بأن الله هو الخالق للعالم، المدبر لشئونه، وأنه الرزاق المحيي المميت الذي له ملك السماوات والأرض والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطر لا يكاد ينازع فيه أحد حتى إن المشركين الذين بعث فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون به ولا ينكرونه - كما ذكر الله عنهم في مثل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (١).

ولم يعرف عن أحد من طوائف العالم إنكار هذا النوع إلا شواذ من المجموعة البشرية أنكرته في الظاهر مع الاعتراف به في قرارة نفوسها، وإنما أنكرته مكابرة وعنادا كما قال الله عن فرعون: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٢).

وقال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (٣)، وقال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (٤).


(١) سورة يونس الآية ٣١
(٢) سورة الإسراء الآية ١٠٢
(٣) سورة النمل الآية ١٤
(٤) سورة العنكبوت الآية ٣٨