للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الافتتاحية

وجوب الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والتحذير مما يخالفهما

سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق كما قال سبحانه في سورتي التوبة والصف: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (١).

وقال في سورة الفتح: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (٢).

قال علماء التفسير رحمهم الله: الهدى هو ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من العلوم النافعة والأخبار الصادقة، ودين الحق هو ما بعثه الله به من الأعمال الصالحة والأحكام العادلة، وقد بين الله سبحانه أن الإيمان بما بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق والعمل بذلك هو الصراط المستقيم الذي من سار عليه واستقام عليه وصل إلى شاطئ السلامة وفاز بالجنة والكرامة، ومن حاد عنه واتبع هواه باء بالصفقة الخاسرة وسوء المصير، وقد أمر الله عز


(١) سورة التوبة الآية ٣٣
(٢) سورة الفتح الآية ٢٨