للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنهم جاءوا بمذهب خامس يخالف المذاهب الإسلامية الأربعة الكبرى، واللقب الذي يرضونه ويسمون به هو (السلفيون) ودعوتهم (الدعوة السلفية).

وثانيهما: أن هذه الدعوة السلفية ليست ذات مذهب خاص بها، وإنما هي الدعوة إلى الإسلام بكل مبادئه وتعاليمه الخالصة من شوائب الشرك والوثنية والبدع، وكما قال الدكتور طه حسين: إن تعاليم الدعوة جديدة وقديمة معا، فهي جديدة بالنسبة للمعاصرين، ولكنها قديمة في حقيقة الأمر لأنها ليست إلا الدعوة القديمة إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من كل شوائب الشرك والوثنية (١).

ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قامت وهي تهدف إلى تصحيح العقيدة الإسلامية في نفوس أتباعها وتطهيرها مما علق بها من أدران الشرك والبدع والخرافات بحيث يعترف المخلوق بسلطان الخالق عليه في جميع الأمور فلا يتوجه إلا إليه ولا يتعلق إلا به، كما تهدف إلى تطبيق أحكام الإسلام وشعائره وحدوده وإقامة مجتمع إسلامي يؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.

وقد اعتمد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته على ثلاثة مصادر (٢) هامة:

أولها: القرآن الكريم: المصدر الأول للتشريع الإسلامي، ويظهر


(١) طه حسين: الحياة الأدبية في جزيرة العرب ص١٣ وما بعدها.
(٢) محمد بن عبد الله السلمان: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - تاريخها، مبادؤها، أثرها ص٣٤ - ٣٨.