للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبب انحراف المسلمين عن إسلامهم الصحيح هو انشغالهم بكتب المتأخرين عن النظر في القرآن الكريم والسنة النبوية (١)، وكان ذلك راجعا إلى اعتقاد الناس استحالة وصولهم إلى مرتبة الاجتهاد، وبهذا آمن الشيخ وعلماء دعوته بأنه لا سبيل إلى إصلاح الأمة إلا بتحطيم قيود التقليد والعودة إلى النظر في القرآن والسنة. وليس القرآن بمستعصي المعنى وليست السنة بمستعصية على طالبي فهمها.

والشيخ وعلماء دعوته يصرحون بأن مذهبهم في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة وفي الفروع مذهب الإمام أحمد بن حنبل. ويذكرون أن أصول الدين لا اجتهاد فيها أما الفروع فهم لا يلتزمون بمذهب الإمام أحمد وإنما يقبلون كلمة الحق من أي إمام كان، لذلك نجدهم لا يتعصبون للمذهب الحنبلي ولا يقدمونه على نص قاطع، فنجدهم ينقلون أقوال الأئمة الأربعة ليقرروا بعد ذلك الرأي المرجح عندهم.

ولا يقال: إن تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأحمد بن حنبل وابن تيمية وتلميذه ابن القيم (٢) - كما سبق - تقليد لهما، وإنما هو موافقة الحق للحق. إن معنى التقيلد أن تؤخذ قضايا الأولين مسلمة من غير نظر في الأدلة، وأما الإيمان بها عن دليل وإقناع فلا يسمى ذلك تقليدا (٣) - لذلك فالشيخ وعلماء الدعوة لا ينكرون على أحد اتباعه أحد المذاهب


(١) حسين بن غنام: تاريخ نجد تحقيق الدكتور / ناصر الدين الأسد ص٣٦١.
(٢) محمد أبو زهرة: ابن حنبل حياته وعصره ص٣٩٠.
(٣) محمد خليل هراس: الحركة الوهابية ص٣٧ و ٣٨، وزكريا البري: أصول الفقه الإسلامي ص٣٢٣ - ٣٢٥.