(التاسع عشر الميلادي) حينما حج ثلاثة أشخاص من مسلمي أندونيسيا إلى مكة واتصلوا هناك بدعاة الدعوة السلفية وعلمائها فتأثروا بهم وعادوا إلى أوطانهم يدعون للدعوة بحماسة حتى صار لهم أتباع كثيرون فاصطدموا بقوات الاستعمار الهولندي فدامت الحروب بينهم ستة عشر عاما (١). وهي وإن كانت قد انتهت بتغلب قوات الاستعمار، إلا أن أتباع الدعوة ظلوا متمسكين بأفكارهم فاستطاعوا نشرها بالطرق السلمية ولاقوا نجاحا كبيرا تبدو آثاره واضحة حتى الآن، ولقد كان لانتشار مجلة المنار التي أسسها الشيخ (رشيد رضا) وأفكارها أثر في انتشار الدعوة بشكل أكبر.
د - في التركستان: ففي سنة ١٢٨٨هـ (١٨٧١م) ظهر داعية للدعوة اسمه (صوفي بارال الخوقندي) من (قوقند) بالتركستان الغربية. الذي اعتنق دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتحمس لنشرها بين المسلمين هناك. وتزعم الثورة ضد روسيا القيصرية، فهاجم حاميتها قرب (طشقند) إلا أن القوات الروسية تغلبت عليه وعلى أتباعه في نهاية الأمر، فاقتصر نشاط أتباعه على الدعوة السلمية.
هـ - في الصين: فقد ظهر في مقاطعة (فالصو) في الصين داعية إسلامي اسمه (الشيخ فوح ماكويوان) في عام ١٣١١هـ (١٨٩٤م) حيث اعتنق دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أدائه لفريضة الحج. فحارب البدع والشركيات عند المسلمين هناك فاجتمع حوله الأنصار والأتباع وتسموا بـ (الإخوان) وصار لهم نشاط إصلاحي كبير. واستمر
(١) توماس أرنولد: الدعوة إلى الإسلام ترجمة حسن إبراهيم حسن وآخرون ص٤١٠