للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد اختل النسيج كله واختلطت المعايير، وتقطعت خيوط الأخلاق: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (١)، فلم يبق إلا أن تتهاوى الضربات من الخارج ومن الداخل.

وللإشارة إلى الضربات التي تهوي من الخارج يقول الحديث النبوي الشريف: «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت (٢)».

وأما الضربات من الداخل فتتمثل في الفتن والمشكلات التي تقع بين المسلمين من الداخل، حيث تتفتت وحدتهم، وينقسمون شيعا وأحزابا، تتوزعهم الأفكار والمذاهب والأطماع وتظهر لهم الأقليات المعادية للإسلام حقيقتها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل (٣)»، ويصبح (القتل) هو الشيء الشائع في كل الأيام حتى لا يدري الناس فيم يقتلون أو فيم يقتلون «والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل (٤)».


(١) سورة الرعد الآية ٢٥
(٢) رواه أبو داود
(٣) رواه مسلم
(٤) رواه مسلم