للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروايتهم له عن عطاء وردت بألفاظ مختلفة، فأكثرهم عبر بلفظ " عن عطاء " وبعضهم عبر " حدثنا عطاء "، وهو إسماعيل بن علية، عند الترمذي، وبعضهم عبر " بأخبرنا عطاء "، وهو حماد بن زيد عند ابن حبان.

ثم إنه تناقله الناس عن هؤلاء إلى أن دون في كتب أئمة المسلمين - كما أسلفنا - وهذا يدل على أن الحديث صحيح بالنسبة إلى من بعد عطاء لشهرته واستفاضته، بل لتواتره، ويبقى النظر الآن في طريق الغرابة منه، وهو تفرد عطاء بن السائب به عن أبيه، وتفرد أبيه به عن عبد الله بن عمرو، وتفرد عبد الله به عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أما تفرد عبد الله بن عمرو به فلا يضر لأنه صحابي جليل مشهور، وأما تفرد السائب به فلا يقدح فيه لأنه تقدم أنه ثقة.

وأما تفرد عطاء به فقد يتطرق إليه احتمال الضعف؛ لأنه قد اختلط في آخره، ولكن هذا الاحتمال غير وارد هنا؛ لأن عطاء ثقة، قال فيه الإمام أحمد: " ثقة ثقة، رجل صالح، ومن سمع منه قديما كان صحيحا وكان يختم كل ليلة ". وقال البخاري: "أحاديث عطاء بن السائب القديمة صحيحة". وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم. "وقال أبو حاتم: محله الصدق قبل أن يختلط ".

فقد اتفق أهل العلم بالحديث على أن الرواية عنه قبل الاختلاط صحيحة، وبعد الاختلاط ضعيفة، وقد صرح علماء الجرح والتعديل بأن رواية سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد والأعمش عن عطاء صحيحة؛ لأنها قبل الاختلاط، فكل هؤلاء الأربعة روى عنه هذا الحديث ويضم إليهم بقية من رواه عنه وهم ستة فيزيد بهم قوة على قوة ويكون الحديث صحيحا لا غبار عليه.