للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثلاثون فإنه يسوغ الجمع بحمل هذه الرواية على رواية الأربع والثلاثين التي رواها هو وغيره من الأئمة، لاحتمال أن بعض النساخ أخطأ في كتابتها فكتبها "ثلاثا "، يؤيد هذا الاحتمال أن الحافظ أثبتها " أربعا "، وقررها - كما تقدم -. ولأن البخاري ذكر الحديث نفسه في غير موضع - كما تقدم - بتربيع التكبير، وأما تربيع التحميد فظاهر كلام الحافظ المتقدم الحكم عليه بالشذوذ.

قال شراح الحديث كالحافظ في الفتح (١١/ ١٢٣) والعيني في العمدة (٢٢/ ٢٨٩) والقسطلاني في إرشاد الساري (٩/ ١٨٦) قالوا: " واتفاق الرواة على أن الأربع للتكبير أرجح "، وأما ختم هذا الذكر بلا إله إلا الله في بعض الروايات فينظر في السند، فإن صح أخذ بها؛ لأن الأخذ بالزائد في هذا الباب حسن، وإلا اقتصر على الثابت وهو الختم بالتكبير والله أعلم.

فائدة: قال ابن القيم - رحمه الله - في الوابل الصيب ص (١٧٦): "وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه -: بلغنا أن من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره".

وتعقبه الحافظ في الفتح (١١/ ١٢٥) بقوله: " وفيه نظر، ولا يتعين رفع التعب، بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل، ولا يشق عليه، ولو حصل له التعب والله أعلم " أهـ.

ولا وجه لاعتراض الحافظ هذا لأنه نفى الضرر بكثرة العمل والمشقة عليه مع حصول التعب، والتعب ضرر كما هو معلوم.

وقول شيخ الإسلام حق لأنه نفى الإعياء وهو العجز عن العمل أو الجهل به أو ببعضه، ولا تستغرب هذا، فإن من امتلأ من خشية الله - عز وجل - فنزه الله بالتسبيح وأثنى عليه بالحمد وعظمه بالتكبير، وغذى قلبه بمعاني هذا الذكر الكريم، ورطب لسانه بمروره عليه في وقته المشروع له، فإن الله