للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"المقدمة "

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين. . وبعد:

فإن إحساس الأمة المسلمة بحاجتها إلى اللقاء والتعاون إحساس منطقي وواقعي. . وذلك لأنها قد أضرت بها الخلافات. . وأنهكتها النزاعات التي كانت سببا لضعفها وضياع حقوقها في عصر لم يعد يسمع فيه صوت الضعفاء ولا أنين الجرحى.

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (١).

فارتفاع الأصوات المسلمة هنا وهناك تنادي بضرورة وحدة الأمة واجتماع كلمتها - أصوات صادقة ينبغي أن تتجاوب لها الأقطار الإسلامية لتنقذ نفسها وتحمي حقها.

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٢).

ولكنه لا بد للأمة المسلمة - وهي تلم شعثها وتوحد صفوفها - لا بد لها من إدراك صحيح للأسباب التي كانت وراء هذا الواقع السيئ الذي تعيشه والأسس التي ينبغي أن تلتقي عليها، والوسائل التي يمكن أن تتحقق بها تلك الأسس، وذلك لئلا تنتقل من واقع منحرف إلى واقع آخر منحرف.


(١) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٣