للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو أعرض عنها فإنه يشقى في الدنيا والآخرة.

هذه الغاية حددها الله - عز وجل - بنفسه وبينها في كتبه. . من أجلها خلق الإنسان. . ألا وهي: "عبادة الله عز وجل " كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١).

والمسلمون ولله الحمد يدركون هذه الغاية ويعرفونها، ولكنهم فرطوا في القيام بها والعمل بمقتضاها مما كان له أسوأ الأثر في حياتهم.

فلا بد من العودة الصادقة إلى تحقيق هذه الغاية والالتزام بمقتضياتها ليحقق المسلمون لأنفسهم السعادة في الدنيا والآخرة.

السعادة في الدنيا باجتماع الكلمة ووحدة الأمة وطمأنينة النفس واستقامة الحياة، وهي آمال يحلم بها جميع شعوب العالم، ولكنهم لم يهتدوا إلى أسبابها ووسائلها.

ولكن تعدد الغايات وتنوعها يفتت الأمة ويشتت كلمتها ويجعل كل فئة من الأمة لها غاية تخالف غاية الفئة الأخرى تسعى لتحقيقها والوصول إليها.

فغاية اقتصادية. . وغاية سياسية. . وغاية شهوانية. . وهكذا غايات متعددة تنتهي بهم إلى فئات متصارعة وسبل متفرقة.

قال - عز وجل -: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢).


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٣