ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت٢١٠هـ) وعن ابن قتيبة (ت٢٧٦هـ) وله كتاب " غريب القرآن " و "تأويل مشكل القرآن "، وعن محمد بن السائب الكلبي (ت١٤٦هـ)، وله تفسير "القرآن "، وعن مقاتل بن سليمان (ت١٥٠هـ)، وله تفسير كامل للقرآن طبعت بعض أجزائه، وعن محمد بن إسحاق بن يسار (ت١٥١هـ) صاحب السيرة، وعن عيسى بن علي الرماني (ت٣٨٤هـ) وهو من المعتزلة وله " الجامع لعلم القرآن " وعن ابن بحر وهو أبو مسلم الأصفهاني (ت٣٢٢هـ) وهو من المعتزلة، وعن سهل بن عبد الله التستري (ت٢٨٣ هـ) وله تفسير صوفي مختصر مطبوع.
هذه أهم المصادر التي جمع منها الماوردي تفسيره، وهي كما تلاحظ مصادر أصيلة لقدمها، وأصالة هذه المصادر تضفي على تفسير الماوردي أهمية كبيرة حيث إنه سطر في تفسيره آراء نخبة من العلماء الأعلام حتى أن بعض هذه الكتب قد فقدت، أو لم تحظ بالتحقيق والنشر فأصبح تفسير الماوردي مصدرا لهذه الآراء التي احتوتها تلك الكتب، كما أن قدم مؤلف هذا التفسير حيث توفي سنة (٤٥٠هـ) جعل تفسيره مصدرا هاما لمن جاء بعده من المفسرين، فلا يكاد يخلو تفسير من التفاسير التي جاءت بعده من النقل عنه. فمنهم من اقتبس منهجه في حصر الأقوال في عدد ثم تفصيلها مع نسبة كل قول إلى قائله كابن الجوزي (ت٥٩٧هـ).
فقد نقل كثيرا من أقوال الماوردي، فتارة ينسبها إليه، وأخرى لا يفعل ذلك، كما استفاد منه القرطبي المتوفى سنة (٦٧١هـ) فنقل كثيرا من آرائه في تفسيره، وممن نقل عنه - أيضا - ابن عطية (ت ٥٤١هـ) والفخر الرازي (ت٦٠٦هـ) وغيرهم من المفسرين.