للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو المعارف أو الإشارة أو المتعمقة أو يسمي من نقل عنه كالتستري، أو بشر بن الحارث الحافي، فيذكر هذه الأقوال دون تعقيب، وتارة يتعقبها إذا كانت بعيدة عن معنى الآية، أما العز فإنه لا يذكر هذه الأقوال إلا في حالات قليلة، فعدم ذكره لها يحتمل أنه من قبيل الاختصار، أو عدم الاقتناع بها. وإليك أمثلة توضح ذلك.

١ - قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (١).

قال العز في تفسير هذه الآية: {وَجِلَةٌ} (٢) خائفة، قيل: وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته؛ لأن التوبة تمحو المخالفة والطاعة تطلب بتصحيح الغرض.

وقال الماوردي: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} (٣) أي خائفة، قال بعض أصحاب الخواطر: وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته؛ لأن المخالفة تمحوها التوبة، والطاعة تطلب لتصحيح الغرض (٤).

٢ - قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (٥).

قال العز في تفسير هذه الآية: {لَيِّنًا} (٦) لطيفا رفيقا، أو كنياه وكنيته أبو مرة أو أبو الوليد، قيل: كان لحسن تربية موسى، فجعل الله - تعالى - رفقه به مكفأة له لما عجز موسى عن مكافأته.

وقال الماوردي: بعد أن ذكر القولين السابقين: ويحتمل (ثالثا) أن يبدأه بالرغبة قبل الرهبة، ليلين بها فيتوطأ بعدها من رهبة ووعيد، قال بعض


(١) سورة المؤمنون الآية ٦٠
(٢) سورة المؤمنون الآية ٦٠
(٣) سورة المؤمنون الآية ٦٠
(٤) راجع تفسيره (٣/ ١٠٠)
(٥) سورة طه الآية ٤٤
(٦) سورة طه الآية ٤٤