للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الإسلام، وما التصديق بدعوتهم إلا تصديق بالإسلام ولكن مع ذلك فقد انقطعت عنهم صلة الإنسانية في طاعتها واتباعها فعلا، وإنما ارتبطت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتعليمه وأسوته الحسنة، لأن الذي يقتضيه المبدأ:

أولا: أن لا تعود الإنسانية بحاجة إلى الناقص بعد أن جاءها الكامل.

وثانيا: أنه قد لعبت يد التحريف والإهمال بسيرة وتعاليم الأنبياء السابقين مما لم يعد من الممكن لأجله أن تتبعهم الإنسانية فعلا.

ومن هنا، فإن القرآن الكريم حيثما يأمر بطاعة الرسول واتباع أحكامه وأوامره، لا يأتي بكلمة (الرسول) و (النبي) إلا معرفتين بالألف واللام؛ لتكونا خاصتين بمحمد صلى الله عليه وسلم.

يقول الله تعالى مثلا: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١). ويقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٢). ويقول أيضا: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٣).


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٢
(٢) سورة النساء الآية ٥٩
(٣) سورة النساء الآية ٨٠