من أهل الكتاب، فرقعة الإسلام إنما انتشرت في الشرق والغرب بإسلام أكثر الطوائف، فدخلوا في دين الله أفواجا، حتى صار الكفار معهم تحت المذلة والصغار، والذين أسلموا من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين أكثر من الذين لم يسلموا وإنما بقي منهم أقل القليل، وقد دخل في دين الله من ملوك الطوائف ورؤسائهم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلق كثير (١).
ونحن نجتزئ هنا بأمثلة من أولئك الرؤساء والمقدمين في دين النصرانية واليهودية، نشير إليها إشارات سريعة لتكون عنوانا ودليلا على ما سواها:
أ- فهذا النجاشي ملك النصارى على إقليم الحبشة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لما تبين له أنه رسول الله آمن به، ودخل في دينه، وآوى أصحابه ومنعهم من أعدائهم، ولما مات أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالساعة التي توفي فيها، ثم خرج بهم إلى المصلى وصلى عليه، وقصته مشهورة ومعروفة.
ب- وعدي بن حاتم، كان من رؤساء النصارى الذين دخلوا في الإسلام لما تبين أنه الحق، وقد كان عدي رئيسا مطاعا في قومه يأخذ المرباع من غنائمهم، وقد وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخل في الإسلام.
(١) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم: ٤٩٨ ضمن مجموعة الجامع الفريد