للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج على هوازن بصدقتها، ووجهه أبو بكر إلى عمان، وكانوا ارتدوا فظهر عليهم. ثم وجهه أبو بكر إلى اليمن، وولى عمان حذافة القلعان. ثم لزم عكرمة الشام مجاهدا حتى قتل يوم اليرموك في خلافة عمر. هذا قول ابن إسحاق.

واختلف في ذلك قول الزبير بن بكار فقال: قتل يوم اليرموك شهيدا، وقال في موضع آخر: استشهد يوم أجنادين. وقيل: إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في عام واحد سنة ثلاث عشرة في آخر خلافة أبي بكر رضي الله عنه.

وروى الزبير عن محمد بن الضحاك (١) بن عثمان عن أبيه: أن عكرمة لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم أن يستغفر له فاستغفر له. فقال عكرمة: والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله. ثم اجتهد في العبادة حتى قتل في زمن عمر رضي الله عنه. وروى الزبير بسنده إلى الأعمش، عن أبي إسحاق نحوه، وقال: فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل وقاتل قتالا شديدا فقتل، فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية.

وقال الزبير (٢): حدثني عمي (٣) عن جدي عبد الله بن مصعب قال: استشهد يوم اليرموك الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو، وأتوا بماء وهم صرعى فتدافعوه، كلما دفع إلى رجل منهم قال: اسق فلانا.


(١) هو الضحاك بن عثمان، صدوق، مات سنة ١٨٠ هـ.
(٢) هو ابن بكار.
(٣) هو مصعب بن عبد الله بن مصعب، ثقة.