للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه أمنوا من الزيغ والضلال في الدنيا، وسعدوا برضوان الله تعالى ونعيمه في الآخرة.

وإذا انحرفوا على صراط الله. واتخذوا طرقا أخرى ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، تفرقوا عن سبيل الله، وحادوا عنه، واستحقوا الضلال، وتعرضوا للنكال بإعراضهم عن هداية الله تعالى.

وأن هذه وصايا الله العلي القدير لعباده؛ لتحصل لهم ملكة التقوى.

وقد جاء عن الرسول الكريم محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - أنه «خط خطا مستقيما، وخط عن يمينه خطوطا، وعن شماله خطوطا. ثم قال مشيرا إلى الخط المستقيم، هذه سبيل الله. وقال مشيرا إلى الخطوط التي عن يمينه وعن شماله: هذه سبل. . على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثم قرأ الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قول الحق تعالى: (٢)».

جعل الله تعالى " الصراط المستقيم " مطلبا للمؤمنين، يرجون ربهم تحقيقه لهم، فيدعون بذلك في كل ركعة من صلواتهم حينما يقولون: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٣).

وإذا كان الإنسان محتاجا - دون شك - إلى دليل يدله على طريق الاستقامة، وإلى رائد يروده على ذلك الطريق، فإن خير دليل وأصدق رائد في هذا المجال هو كتاب الله تعالى. . .


(١) سبقت.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٣ (١) {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
(٣) سورة الفاتحة الآية ٦