وفي دول الخليج العربي بالذات تجلت هجمة المنصرين الشرسة من خلال استغلالهم لحاجة أبناء هذه المنطقة لمطالب الحياة الضرورية من طب وتعليم وخبرات فنية وقد ركزت على أهمية هذه الأشياء في التنصير البحث الذي قدمه روبرت بيكيت وآخرون في مؤتمر كلورادو (رقم ١٧، ٣٠).
وكان نتيجة هذا الاهتمام من قبل هذا المؤتمر والمؤتمرات التي قبله والتي من بعده، ذلك الوجود النصراني متمثلا في مؤسساته التعليمية والطبية وغيرها، ومتمثلا في نتائجه السلبية على المجتمعات الإسلامية، وتلك النتائج السلبية حدت بالدكتور حسين مؤنس إلى تحذير المسلمين منها، والعمل على تفاديها، ومن ذلك قوله عن التنصير في أفريقية:" وفي أيامنا هذه (أكتوبر ١٩٧٧ م) توقف تقريبا توسع الإسلام في أفريقية وجنوبي الصحراء. . الزيادة التي تأتي هي في مواليد المسلمين. . . في أفريقية المدارية والاستوائية باستثناء زائيري، كان المسلمون عشرة أضعاف المسيحيين، واليوم أصبح المسيحيون أضعاف المسلمين. المعركة اليوم تدور حول كسب ٧٠ % من سكان أفريقية - وهم وثنيون - إلى الإسلام أو النصرانية. . إذا سارت الأمور على هذا المنوال سنجد أنفسنا في أفريقية ١٥٠ مليونا في مواجهة ٣٠٠ مليون غير مسلم على الأقل "(١).
(١) مجلة الهلال، أكتوبر ١٩٧٧ م، " الإسلام في خطر " بقلم الدكتور حسين مؤنس ص ٤٥ - ٤٩.