للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليتق الله عبد يسلك هذه الطريقة المنكرة وينسب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يصدر عنهما فإن تحديد العقوبات وتعيين الجزاءات على الأعمال إنما هو من علم الغيب ولا علم لأحد به إلا من طريق الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد في الكتاب والسنة شيء من ذلك البتة.

أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة. إلخ. فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك الحفاظ من العلماء رحمهم الله كالحافظ الذهبي في الميزان والحافظ ابن حجر وغيرهما.

قال ابن حجر في كتابه لسان الميزان في ترجمة محمد بن علي بن عباس البغدادي العطار: إنه ركب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة، روى عنه محمد بن علي الموازيني شيخ لأبي النرسي زعم المذكور أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه «من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشر خصلة». . الحديث وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية اهـ.

وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى ببطلان ذلك الحديث بتاريخ ١٠/ ٦ / ١٤٠١ هـ فكيف يرضى عاقل لنفسه بترويج حديث موضوع وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين (١)»، وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله


(١) صحيح مسلم مقدمة (١)، سنن الترمذي العلم (٢٦٦٢)، سنن ابن ماجه المقدمة (٣٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٤).