للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة، وأن الشيطان أراده فأعياه، فعمد إلى امرأة فأجنها ولها إخوة، فقال لإخوتها: عليكم بهذا القس فيداويها. قال: فجاءوا بها إليه فداواها وكانت عنده، فبينما هو يوما عندها إذ أعجبته فأتاها فحملت، فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها فطلبوه، فقال الشيطان للراهب: أنا صاحبك إنك أعييتني أنا صنعت هذا بك، فأطعني أنجك مما صنعت بك فاسجد لي سجدة، فلما سجد له قال: إني بريء منك، إني أخاف الله. روى هذه القصة ابن جرير بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (١).

وكذا روي عن ابن عباس وطاوس ومقاتل.

فانظر كيف جرت صغيرة النظر ونحوه إلى فاحشة الزنا، ثم إلى جريمة القتل ظلما وعدوانا، ثم إلى الكفر والعياذ بالله المفضي إلى السجود لغير الله تعالى.

وانظر أيضا معتبرا مخالفة قصة هذا العاصي لقصة جريج الصادق في خشية الله تعالى وتقواه.

فإن جريجا اتهمته امرأة بغي حامل، اتهمته بحملها وادعت أن حملها منه، ورفعت أمرها إلى ولي الأمر، فأمر به وأنزل من صومعته، وخربت صومعته، وهو يقول: مالكم؟ مالكم؟ قالوا: يا عدو الله فعلت بهذه المرأة كذا وكذا. فقال جريج: اصبروا. ثم أخذ ابنها وهو صغير جدا، ثم قال: يا غلام من أبوك؟ قال: أبي الراعي. وكانت قد أمكنت الراعي من نفسها فحملت منه، فلما رأى بنو إسرائيل ذلك - أي براءته وخرق العادة له - عظموه كلهم تعظيما بليغا، إلى آخر القصة (٢).

٤ - نزع الإيمان من مرتكبه، فقد أخرج الحاكم: «من زنا أو شرب


(١) تفسير الآيتين ١٦، ١٧ من سورة الحشر لابن جرير الطبري.
(٢) تفسير ابن كثير الجزء الرابع تفسير سورة الحشر آية ١٦، ١٧.