للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمهتمين أنه قد دعي إليه بعض اليهود، وهذا مكسب عظيم لهم ليستغلوا الموقف، ويقولوا: إن خلافنا مع العرب خلاف سياسي لا ديني عقدي، والله جل ثناؤه قد أبان في كتابه الكريم بأنهم أشد أعداء للمسلمين من المشركين عبدة الأوثان فقال جل وعلا: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} (١).

والذي يجب معرفته أن هذا اللقاء لم يكن جديدا، كما دعا إليه الجارودي، ولكنه قديم دعا إليه مفكرو اليهود والنصارى، يلمس هذا في مثل آراء كثير من الفرنسيين وغيرهم ممن تحمسوا لهذا اللقاء؛ ليدسوا من خلاله ما يعن لهم من فكر مثل: -

- لويس سينيون الذي دعا إلى ربط الأديان التوحيدية الثلاثة بنفس الشبكة، وذلك من خلال وصلها بالإيمان الإبراهيمي.

- ميشال حايك في كتاباته العديدة، وضمن ثلاثة كتب له نشرت باللغة الفرنسية عام ١٩٦٤م - ١٩٧٢م - ١٩٧٨م.

- مكسيم رودنسون أستاذ العلوم التاريخية والسلالات في جامعة باريس في كتابه العرب المنشور في باريس عام ١٩٧٩م الموافق لعام ١٤٠٠هـ حيث أكد على هذه النظرية.

يقدس اليهود نظرية الإسماعيلية وإدخالها في كتبهم، إذ صارت كلمة إسماعيلي مرادفة لكلمة عربي؛ لأن العرب ينحدرون من إسماعيل بن إبراهيم وأمه هاجر المطرودة من سارة أم إسحاق جد اليهود - حسب عبارتهم.

- اهتمام اليهود ودعوتهم للتقارب العرقي مع العرب؛ لأنهم أبناء عم فإبراهيم يجمعهم نسبا، ويقولون: كلنا نؤمن بإبراهيم مع ما في هذا من مغالطة بتكذيبهم أنبياء الله بعده وعداوتهم معهم حتى بلغ بهم الأمر إلى إيذائهم، أو قتلهم كما قصه القرآن الكريم علينا.


(١) سورة المائدة الآية ٨٢