للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونعرفهم بالحنيفية الصحيحة التي نعتقدها، وهي ملة إبراهيم، فهو لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، وحقيقتها الاتجاه إلى الله بالقلب، وتصديق ذلك بالعمل، فهو واحد أحد فرد صمد لا شريك له، ولا مثيل له ولا نظير كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١).

فمهمة من يشارك تبيين الحقائق، وتوضيح العقيدة الصحيحة، في مواطن الخلاف برفق ولين وأسلوب مقنع ومباهلتهم بالإذعان للحق، إذا استبان طريق الرشد، وعدم المعاندة، والتعصب الأعمى، كما باهل رسول الله صلى الله عليه وسلم نصارى نجران، فرفضوا خوفا من أن يحيق بهم عملهم، ويمحقهم عنادهم، حيث أوضحت ذلك الآية الكريمة في سورة آل عمران:

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (٢).

وأوضح ما دار في الموقف ابن كثير في تفسيره والطبري وغيرهما.

- أما إذا رفضوا الانصياع للحق بعد عرضه، واستمروا في دعاواهم وعصبياتهم الباطلة، وتراءى من كل ذلك الإصرار على جذب المسلمين لمصائدهم، وأن خلف هذه الدعاوى أمر مبيت كما يتضح من ظواهر التقارير والأخبار المرصودة، وكما سوف يبرز من مجريات اللقاءات، فيجب عدم الاستمرار في المشاركة ضمن هذه اللقاءات؛ لعدم صدق النوايا لأن المقاطعة رد عملي على جميع ادعاءاتهم الظاهرة والخفية، ويجب أن نشهدهم على تمسكنا بديننا، والتبرؤ مما يدعون إليه؛ لأنها دعوة باللسان، موجهة إعلاميا، سيئة النوايا نحو


(١) سورة الشورى الآية ١١
(٢) سورة آل عمران الآية ٦١