للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرعية، ويدخل في القول الكتابة بأنواعها، والخطابة، والشريط المسجل والحوار المباشر ونحوه، ولهذه المرتبة فقه عظيم يلتمس من المصادر التي تناولت موضوع الحسبة ومن الأمور الضرورية التي ينبغي معرفتها اختيار الأسلوب الأمثل الذي يلخصه قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١).

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الدرجة هو مناط الأمر الذي نرمي إليه لينتفع العامة من تصنيف هذا البحث، بمعنى أن دائرة القول متسعة بحيث تشمل نشاط كل الأفراد الذين يحبون أن تشيع أحكام الله تعالى، وتختفي الفواحش والمخالفات، ويسود - في الجملة - شرع الله تعالى، ولا نرى في هذا العصر الذي عمت فيه الصحوة الإسلامية النزول عن هذه الدرجة - بفضل الله - وتوفيقه لهذه الأمة - ثم بفضل الروح العامة التي بثتها السياسة الواعية للولاة والدعاة - يوم أن تعاونوا على تثبيت أحكام شرع الله ورفضوا مقولات من ينسبون أحكام الشريعة إلى حاكم مقهور، أو شهر من الشهور، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الدرجة الثالثة: الاحتساب بالقلب، وهذا يكون حيث الضعف العام، والعجز التام، في حالة تسلط الفسقة أو الملحدين، أو المتسلطين القاهرين. وبفضل الله تعالى هذه درجة لا يتجاوزها من في قلبه مثقال حبة من إيمان. فالإنكار القلبي للمعاصي والشرور والمظالم يمكن أن يقوم به كل أحد، ولا يعذر في ذلك مكلف. . . . وفائدة هذه الدرجة نقاء قلب المؤمن في


(١) سورة النحل الآية ١٢٥