للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك (١)» والحق هو اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة الصريحة، وهذا هو سبيل الله، وهو الصراط المستقيم، وهو قصد السبيل، والخط الواضح المستقيم المذكور في حديث ابن مسعود وما سوى ذلك من الطرق والفرق هي السبل المذكورة في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٢).

السؤال الثاني: ما هو حكم الشريعة الإسلامية في زيارة المقابر أي مقابر الصالحين حيث يذهب الرجل إلى قبر رجل صالح، ويصحبه في هذه الرحلة أهله وأقاربه بما فيهم النساء، ويأخذون معهم شاة ليذبحوها بجوار القبر، ثم يضعون الطعام ويأكلون ويشربون ويقيمون عند هذا القبر يوما أو بعض يوم وأحيانا إلى الصباح الباكر، وهذا القبر يبعد عن البيت بما لا يقل عن ٢٠ كم أو أكثر أو أقل، ثم ينقلون بعضا من اللحم إلى أصدقاء لهم وأقارب في مكان آخر، يقصد أن هذا اللحم هدية أو صدقة، ومعلوم أن هذه الذبيحة ذكر عليها اسم الله عند ذبحها، وسمعنا من بعض الناس يقولون: إن هذا اللحم مثل لحم الخنزير تماما؛ أي أنه حرام شرعا، والله سبحانه وتعالى يقول:

{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (٣).

مع أن هذه الرحلة من أولها إلى آخرها لم يقصد بها إلا التقرب إلى الله بزيارة قبر هذا الصالح والدعاء عنده والتبرك به والتوسل إلى الله به، وإذا اختلف اثنان يحلفون على قبر هذا الصالح ويقيمون عندهم الموالد سنويا، ومن عادتنا إذا مرض أحد يذهب إلى قبور الصالحين، وإذا أصيب أحدنا بجنون أو مرض شديد يذهب به أقرباؤه إلى قبر الصالح، وأحيانا يبرأ من


(١) صحيح مسلم الإمارة (١٩٢٠)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٢٩)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (٤٢٥٢)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٥٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٧٩).
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٣) سورة الأنعام الآية ١١٨