للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى عن الشيطان ورغبته الصادقة في إضلال عباد الله:

{لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (١) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (٢).

بعد خلق الله تعالى لآدم وزوجه في أحسن تقويم، وإنعامه عليهما بصنوف النعم وضروب التكريم، أنعم عليهما بإسكانهما الجنة، قال تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (٣).

ولكن الشيطان قد آلى على نفسه أن يضل من يستطيع إضلاله من بني آدم مبتدئا بآدم نفسه وبزوجه، قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} (٤) {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} (٥) {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٦).

فعصى آدم ربه فغوى، فكان ذلك أول غواية لآدم، وكانت هذه الغواية أول شرارة أطلقها الشيطان في تنفيذ مخططه العدواني لآدم وبنيه، وكانت نتيجة ذلك حكم الله تعالى على آدم وزوجه بحرمانهما من الاستمرار في سكن الجنة، وأمره تعالى بإهباطهم إلى الأرض ليتأصل العداء بين الفريقين:

{قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (٧).


(١) سورة النساء الآية ١١٨
(٢) سورة النساء الآية ١١٩
(٣) سورة الأعراف الآية ١٩
(٤) سورة الأعراف الآية ٢٠
(٥) سورة الأعراف الآية ٢١
(٦) سورة الأعراف الآية ٢٢
(٧) سورة الأعراف الآية ٢٤