للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عرض لآراء بعض علماء المسلمين في فهم صفات الله]

١ - ابن الوزير (٧٧٥ - ٨٤٠ هـ):

ولذلك فقد كانت تلك الحقيقة التي أشرنا إليها، واضحة لدى علماء المسلمين الملتزمين بمنهج القرآن والسنة، يقول " ابن الوزير اليمني " (٧٧٥ - ٨٤٠ هـ):

(وأيضا فقد ثبت أن الرحمن مختص بالله تعالى وحده، ويحرم إطلاقه على غيره، ولو كانت الرحمة له مجازا، ولغيره حقيقة، كان العكس أوجب وأولى. وما المانع للمسلم من إثباتها صفة حمد ومدح وثناء، كما علمنا ربنا مع نفي صفات النقص المتعلقة برحمة المخلوقين عنه تعالى، كما أثبتنا له اسم " الحي، العليم، الخبير، المريد " مع نفي نقائص المخلوقين في حياتهم المستمرة؛ لجواز التألم بأنواع الآلام وكذلك ينزه سبحانه عما في عملهم الناقص بدخول الكسب والنظر في مباديه، والاستدلال والاضطرار في منتهاه الذي يستلزم الجسمية، والبنية المخصوصة، والحدوث، ويعرض له التغير والنسيان، والخطأ، والشغل ببعض المعلومات عن بعض).

والأمر كذلك فيما يتعلق بإرادته، بل في (كل صفة يوصف بها الرب سبحانه، ويوصف بها العبد، وأن الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوظة بالنقص. وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه ولم يفسروه بنفي الصفات كما صنعت الباطنية الملاحدة).