للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المائدة: ٦٤] وقوله تعالى: {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (١)

[ص: ٧٥]، وجاءت جمعا في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} (٢)

[يس: ٧١].

وعند النظر في الدلالة اللغوية والشرعية لهذه الصفة، حسب قوانين اللغة العربية نجد أنها لا تنصرف إلا إلى الحقيقة في هذا المجال. وهذا يعني أن الله سبحانه إنما أراد أن يعلمنا بأن له يدا حقيقية، ولكنها يد إلهية خاصة به، لا تشبيه فيها ولا تكييف. وسبب ذلك: أن " اليد " في اللغة لم تستعمل في معناها المجازي عندما تكون مثناة، ومن ثم فلا يجوز أن يكون معناها: القدرة أو النعمة أو العطية مثلا. وذلك حسب الاستعمال اللغوي العربي المبين. [لأن القدرة واحدة، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد] (٣).

وكذلك فإن [نعم الله لا تحصى، ولا يجوز أن يعبر عن النعم التي لا تحصى بصيغة التثنية] (٤).

وكذلك لا يجوز أن يكون معناها: [لما خلقت أنا] لأن العرب إذا أرادوا مثل هذا المعنى، يضيفون الفعل إلى اليد كقوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (٥).

وقوله تعالى: {بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} (٦)

[الحج: ١].

أما عندما يضاف الفعل إلى الفعل، ويعدى الفعل إلى اليد بحرف " الباء " [فإنه نص في أنه فعل الفعل بيده. ولهذا لا يجوز لمن تكلم أو


(١) سورة ص الآية ٧٥
(٢) سورة يس الآية ٧١
(٣) الرسالة المدنية، ص / ٧ - ٨.
(٤) الرسالة المدنية، ص / ٩ - ١٠.
(٥) سورة يس الآية ٧١
(٦) سورة الحج الآية ١٠