للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والآيات والأحاديث في بيان هذه الحقيقة وتجليتها كثيرة جدا، لا داعي لسردها في هذه العجالة. لذا سوف أكتفي ببعض تلك الآيات والأحاديث:

قال سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (١).

وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٢).

وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه (٤)».

وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه (٥)».

وقد سلك سبيل التمسك بالكتاب والسنة، الصحابة وتابعوهم وأئمة الهدى، فكانوا إذا وجدوا مسألة في القرآن لم يتحولوا عنه إلى غيره، فإذا لم يجدوا في كتاب الله، أخذوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبلوا منهما بديلا، ولم يعارضوا نص الكتاب والسنة بالاحتمالات العقلية والخيالات النفسية والعصبية المذهبية. وقد وردت آثار كثيرة من الصحابة والتابعين تدل على أنهم لم يرجحوا شيئا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آية حال من الأحوال.


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٢) سورة النساء الآية ٦٥
(٣) سورة النور الآية ٦٣
(٤) رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٥٨، وأبو داود، السنة، باب لزوم السنة، رقم ٤٦٠٥ والترمذي: العلم، باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وابن ماجه: المقدمة، رقم / ١٣ والحاكم ١/ ١٠٨، ١٠٩. والدرامي: المقدمة؛ ١/ ١١٧.
(٥) رواه أحمد في المسند ٤/ ١٣٠ - ١٣٣. والدارمي: ١/ ١٤٤ وأبو داود: السنة، رقم / ٤٦٠٤ والترمذي: العلم رقم / ٢٦٦٠ وابن ماجه: المقدمة، رقم / ١٢ والحاكم: ١/ ١٠٩.