للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحيح والبعد عن الأفكار المستوردة والمذاهب الهدامة والفلسفات والنظريات التي لا صلة لها بالدين الصحيح.

فلما كان القرن السابع الهجري اشتد الأمر وأصبح الظلام دامسا وافترقت الأمة على فرق ومذاهب وتناحر المسلمون بينهم من أجل عقائد لا صلة لها بالدين. وتعصب كل صاحب مذهب لمذهبه أشد تعصب حتى نسوا القرآن والسنة، وأخذت الأمة ترزح تحت دياجير الظلام الحالك. فأظهر الله في أوائل القرن الثامن الهجري زعيم المجددين وقائد النهضة الإسلامية وحامل راية الكتاب والسنة، شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الذي حمل مشعل الدعوة إلى الكتاب والسنة والرجوع إليهما في كل حال وفي كل عصر وبلد. وقد كان رحمه الله قويا في إيمانه، مخلصا لدعوته، جريئا في الحق، لا يبالى بما يلقى من الأذى في سبيله، فأعلن مذهب السلف الصالح في جرأة وصراحة، وهاجم جميع الفرق والمذاهب المنحرفة القائمة في عصره، ودعا الناس إلى طريقة السلف الأول من الصحابة والتابعين وحارب كل غريب مستحدث، وخلص الدين مما لحق به من أوضار أو شابه من فساد.

ففي السطور الآتية سوف أحاول أن أكتب عن ناحية مهمة من نواحي حياته العلمية والدعوية، بل هي أهم ناحية في حياته وأساس دعوته، ألا وهو حمله راية الدعوة إلى الكتاب والسنة وإرجاع الإسلام إلى منابعه الصحيحة وإقامة الحجج الدامغة على أن الإسلام لا يعني غير الكتاب والسنة وأن كل ما هو غير ثابت بأحد منهما فهو مردود ومرفوض لا يساوي جناح بعوضة ولا يعادل ذرة من التراب.

حتى استطاع أن يخلص الإسلام من الشوائب وقدمه للأمة الإسلامية في صورته الأصلية البعيدة عن الزيغ والضلال.