للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين، وقالوا: نكح أمة، وكانوا يفضلون أن ينكحوا إلى المشركين رغبة في أحسابهم. فنزل قوله تعالى: (٢)».

وعن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران (٣)».

نعم إن المرأة إذا كانت صالحة مؤمنة تقية ورعة، كانت كبنت خويلد - رضي الله عنها، التي آمنت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ كفر الناس، وصدقته إذ كذبوه، وواسته بمالها إذ حرموه، فكانت خير عون له في تثبيته أمام الصعاب والشدائد، وكانت كأسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها، مثال المرأة الحرة الأبية، التي دفعت بولدها إلى طريق الشهادة، وحرضته على الصمود أمام قوى الجبروت والطغيان، ليموت ميتة الأحرار الكرام. أو كانت كصفية بنت عبد المطلب التي دفعت بنفسها إلى غمار الوغى، لتدفع يهود عن أعراض المسلمين. أو كانت كالخنساء التي جادت بأولادها الأربعة في سبيل الله، وعندما جاءها نبأ استشهادهم قالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وإني لأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.


(١) وقيل إن هذه الآية نزلت في (خنساء) وليدة سوداء كانت لحذيفة بن اليمان، فقال حذيفة: يا خنساء، قد ذكرت في الملأ الأعلى مع دمامتك وسوادك، وأنزل الله ذكرك في كتابه، فأعتقها وتزوجها. انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٣/ ٧٠)، وابن كثير (١/ ٣٧٧)، وفتح القدير (١/ ٢٢٥).
(٢) سورة البقرة الآية ٢٢١ (١) {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
(٣) رواه البخاري (١/ ٣٥) في العلم، ومسلم (١٥٤) في الإيمان، والترمذي (١١١٦) في النكاح، والنسائي (٦/ ١١٥) فيه.