للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب - عن أبي أذينة الصدفي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «شر نسائكم المترجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم (١)».

ج - وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (إن عندي امرأة هي من أحب الناس إلي، وهي لا ترد يد لامس، قال: طلقها، قال: لا أصبر عنها، قال: استمتع بها (٢)»

ومن مظاهر حشمة المرأة وصونها وعدم ابتذالها:

١ - عدم إكثارها الخروج من بيتها، وتجوالها بين الرجال في الأسواق ومجامع الطرق، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المرأة


(١) أخرجه البيهقي (٧/ ٨٢)، وذكره الألباني في (الصحيحة / رقم ١٨٤٦) وصححه.
(٢) رواه أبو داود (٢٠٤٩) في النكاح، والنسائي (٦/ ٦٧) فيه، وذكره الحافظ في (بلوغ المرام / رقم ١١٣٢) وقال: رجاله ثقات، كما ذكره ابن كثير في تفسير أول سورة النور (٦/ ١١) وجود إسناده، وقال: (المراد أن سجيتها لا ترد يد لامس، لا أن هذا واقع منها، وأنها تفعل الفاحشة، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأذن في مصاحبة من هذه صفتها، فإن زوجها - والحالة هذه - يكون ديوثا، ولكن لما كانت سبحتها هكذا، ليس فيها ممانعة ولا مخالفة لمن أرادها - لو خلا بها - أمره الرسول بفراقها، فلما ذكر له أنه يحبها، أباح له البقاء معها؛ لأن صحبته لها محققة، ووقوع الفاحشة منها متوهم، فلا يصار إلى الضرر العاجل لتوهم الآجل). وقال ابن القيم في (روضة المحبين ص ١٣٠): (إن الرجل لم يشك من المرأة أنها تزني، ولو سأل عن ذلك لما أقره الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن يقيم مع بغي ويكون ديوثا، وإنما شكا إليه أنها لا تجذب نفسها ممن لاعبها ووضع يده عليها، أو جذب ثوبها ونحو ذلك، فإن من النساء من يلن عند الحديث واللعب ونحوه، وهي حصان عفيفة إذا أريد منها الزنا، وهذا كان عادة كثير من نساء العرب، ولا يعدون ذلك عيبا) وقال: (وقد راعى النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع إحدى المفسدتين بأدناهما، فإنه لما شكا إليه أنه لا يصبر عنها، ولعل حبه يدعوه إلى معصية، أمره أن يمسكها مداوة لقلبه ودفعا للمفسدة التي يخافها باحتمال المفسدة التي شكا منها). وقد رجح الحافظ ابن حجر في (التلخيص) أن قوله: (لا ترد يد لامس) أنها لا تمتنع ممن يمد يده ليتلذذ بلمسها، ولو كان كنى به عن الجماع لعد قاذفا، أو أن زوجها فهم من حالها أنها لا تمتنع ممن أراد منها الفاحشة، لا أن ذلك وقع منها). وقال صاحب عون المعبود (٦/ ٤٦): والظاهر عندي ما ذكره الحافظ، ثم أورد تصحيح المنذري للحديث وقوله: رجال إسناده محتج بهم في الصحيحين).