انعقد مؤتمر " إحياء رسالة المسجد " في مساء السبت ١٥ رمضان ١٣٩٥هـ الموافق ٢٠ سبتمبر ١٩٧٥م إلى ٢٠ رمضان ١٣٩٥هـ بمكة المكرمة.
وكانت رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الأمين العام الشيخ محمد صالح القزاز قد تبنت الدعوة إلى هذا المؤتمر.
...
من مكانكم هذا أشرقت شمس الإسلام
وقد افتتح المؤتمر نيابة عن جلالة الملك خالد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة. وكان من حديث سموه قوله:
من مكانكم هذا أشرقت شمس الإسلام قرب بيت الله الأول. وفي أرجائه بدأت كلمات التوحيد ومنهاج الحياة الذي يتوجب على بني الإنسان اتباعه، كونه خيرا لهم في عجالة الدنيا وبقاء الآخرة التي هي خير وأبقى.
فلقد كان ترابط الرسالة مع المسجد وتعليمها فيه، واجتماع المؤمنين في ساحته والقيام بصلواتهم بفنائه ولقاءاتهم الخمسة يوميا في أرجائه لهي رابطة وثيقة، وصلة عميقة، وتوافق رسمه العزيز الحكيم ونفذه القدوة والمجتبى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) مبشرا بالسعادة في الدارين لمن اتبعه واتبع الهدى ومنذرا لكل كفار أثيم أو فاسق لئيم شذ عن الصراط المستقيم.
إن المساجد لم تعمر لهياكلها ومظاهرها أو تكون مآثر وشواهد حضارة فن معماري وطراز هندسي. وليست هي كمعابد أقامها الأولون أو يقيمها بعض المستجدين في الديانات الأخرى وأهل الكتاب. . إنما المساجد لما وضعت له وهي إقامة الصلاة بها خمسا في اليوم الواحد جماعة، يلتقي فيها المؤمنون بالجسد والروح نحو هدف واحد ومعتقد ثابت، عبادة للرب عز وجل، وتذكيرا لنهج الإسلام وأخلاق المسلم، يغشونها تاركين أحوال دنياهم بعد نداء الحق ودعوة مؤذن الفلاح لأمور الصلاح والإصلاح ليستشعروا باجتماعهم هذا في بيت الله، قربهم منه عز وجل وصلتهم به سبحانه لا وسيط ولا رقيب خاضعين مستجيرين لائذين برب العباد وله. مرتجين رحمته ورضوانه وعونه وتوفيقه. . فتذهب من نفوسهم هموم كثيرة وتغتسل أفئدتهم بطهارة الإيمان يستمدون من تلك الروحانية عزيمة المؤمن القوي الصابر المكافح، المناضل العامل، المجد المجتهد، لخير الأعمال وأفضلها والمنتج لأصلح الثمرات في دنياه وآخرته.