للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجزم خليفة بن خياط في تاريخه، أنه مات سنة إحدى وخمسين الهجرية (١)، دون أن يذكر مكان موته. كما جزم ابن الأثير في تاريخه، أنه مات سنة ثلاث وخمسين الهجرية (٢)، دون أن يذكر مكان موته أيضا.

وعلى كل حال، فهو قد مات بعد الخمسين، وليس كما ذكرت بعض المصادر بأنه مات في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه، والصحيح أنه مات بعد الخمسين؛ لأنه وفد على معاوية بن أبي سفيان في أيام خلافته كما ذكرت المصادر التي تحدثت عنه.

فإذا كان عمرو بن حزم، قد ولد سنة سبع قبل الهجرة، وتوفي بعد الخمسين، فمعنى ذلك أنه عاش ثماني وخمسين، أو تسعا وخمسين سنة، أو ستين سنة، أو إحدى وستين سنة قمرية، (٧ ق هـ - ٥١ هـ أو ٥٢ هـ أو ٥٣ هـ أو ٥٤ هـ).

ذلك هو عمر عمرو بن حزم، بموجب المصادر التي بين أيدينا.

ولكن مصدرا من تلك المصادر (٣)، حين ذكر استعمال عمرو بن حزم على نجران، لم يذكر أنه كان في السابعة عشرة من عمره حين استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على نجران، كما نص على ذلك غيره من المصادر الأخرى، مما يدل على أنه لم يقتنع بأن عمرو بن حزم كان في السابعة عشرة من عمره حقا.

وأنا مع صاحب هذا المصدر، وهو الإمام ابن حجر العسقلاني، وهو من هو علما وورعا وصدقا وتدقيقا وتحقيقا، مع أنه كان متأخرا عن أصحاب أكثر المصادر الأخرى، ولكنه لم ينقل عنها ما نصت عليه حول عمر عمرو بن حزم حين تولى نجران سنة عشر هجرية، بل تغاضى عن نقل ذلك التوقيت، مما يدل على شكه في صحة الخبر.


(١) تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٢٠٥).
(٢) ابن الأثير (٣/ ٤٩٦)، الإصابة (٤/ ٢٩٣).
(٣) جوامع السيرة (١٥٩).