للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد رد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمرو بن حزم وغيرهم، وكان لعبد الله بن عمر بن الخطاب يوم أحد أربعة عشر عاما، وكان سائر من رد معه في هذه السن أيضا.

وأجاز عليه الصلاة والسلام في تلك الغزوة سمرة بن جندب الفزاري، ورافع بن خديج، ولهما خمسة عشر عاما (١) أي أن عمر عمرو بن حزم كان في يوم أحد أربع عشرة سنة. وقد أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين ردهم يوم أحد، بعد ذلك بسنة عام الخندق، أي أن عمر عمرو بن حزم بعد سنة من أحد صار خمس عشرة سنة، فأجيز يوم الخندق كما أجيز أقرانه.

نستنتج أن عمرو بن حزم كان له خمس عشرة سنة يوم الخندق، وكانت غزوة الخندق في السنة الخامسة الهجرية؛ فيصبح عمره في السنة العاشرة الهجرية عشرين سنة، أي أنه ولد في السنة العاشرة قبل الهجرة، وتوفي سنة إحدى وخمسين أو اثنتين وخمسين أو ثلاث وخمسين أو أربع وخمسين الهجرية (١٠ قه - ٥١ هـ أو ٥٢ هـ أو ٥٣ هـ أو ٥٤ هـ)، أي أن عمره يوم توفي كان إحدى وستين أو اثنتين وستين أو ثلاثا وستين أو أربعا وستين سنة، وكان في العشرين حين تولى نجران سنة عشر الهجرية.

إنه إذا تولى نجران في السنة العاشرة الهجرية، وكان له حينذاك سبع عشرة سنة، فمعنى ذلك أنه شهد غزوة الخندق، وكان له اثنتا عشرة سنة، وهذا ما لا يستقيم، كما أن توليه نجران وله سبع عشرة سنة لا يستقيم أيضا، فهو صغير جدا على واجب مهم ثقيل على المسئولين، والقول بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولى أسامة بن زيد قيادة جيش وله عشرون سنة (٢)، هو أن واجب أسامة إجراء غارة خاطفة والانسحاب إلى المدينة، وهذه المهمة تحتاج إلى شاب يتسم بالشجاعة والإقدام وتحمل المشاق، وهذا ما يناسب أسامة المتميز بالشجاعة والإقدام وتحمل المشاق، فهو في ريعان الشباب، وليس


(١) جوامع السيرة (١٥٩).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١١٥).