للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواجب كواجب عمرو بن حزم السفير الإداري القائد الفقيه، الذي يحتاج إلى الأناة والمرونة والذكاء والصبر في مهمة قد تطول كثيرا فتمتد إلى سنين، يصادف فيها معضلات سياسية وإدارية وحربية وعلمية وتربوية لا حصر لها، فلا يستقيم أن يتولى مثل هذا المنصب الخطير شاب في السابعة عشرة من عمره، حتى ولو كان متميزا بالذكاء الخارق والتفقه بالدين وبالشجاعة والإقدام. كما كان عمرو بن حزم متميزا بكل تلك الصفات.

وحتى لو تولى منصبه على نجران وأهلها ومن حولها في العشرين من عمره؛ فإنه صغير جدا على منصبه الخطير في ظروف التغيير الاجتماعي والعقيدي الخطيرة، ولكنه دليل ملموس على تميزه بالذكاء الخارق، والتفقه بالدين، والشجاعة والإقدام، وبالقابلية الإدارية والقيادية والسياسة الفذة، والدأب على العمل، والمرونة في مواجهة المشكلات، والخلق الكريم الذي يمكن أن يكون أسوة حسنة لأمثاله من الشباب ولغير الشباب أيضا من مختلف الذكور والإناث.

لقد كان عمرو بن حزم مثالا للصحابي الجليل.

السفير

قضى عمرو بن حزم في نجران سفيرا وواليا ومعلما وقائدا وجابيا، خمسة أشهر في منصبه الخطير، منذ التحاقه في مقر عمله بنجران، إلى أن التحق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى، وكان الأسود العنسي قد ارتد، وارتد معه غير قليل من أهل اليمن، فأخرج عمرو بن حزم من نجران قسرا، وعاد إلى المدينة المنورة مضطرا.

وعلى الرغم من قصر المدة التي مكثها عمرو في نجران سفيرا بالإضافة إلى واجباته الأخرى إلا أن سمات سفارته كانت واضحه للعيان، ولو لم يكن يتميز بتلك السمات لما ولاه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا المنصب الرفيع.