ولولا تصرفه الحكيم؛ لصعب عليه أن ينجو بنفسه بعد احتلال الأسود العنسي لنجران، فاستطاع أن يتخلص من خطر داهم، حتى وصل إلى المدينة المنورة سالما.
وكان واسع الحيلة؛ لأنه كان ألمعي الذكاء، يتحلى بالمرونة، فكان يجد لكل مشكلة حلا، ولكل معضلة مخرجا.
ولا نعلم شيئا عن تمتعه برواء المظهر، وقد يكون المظهر الجذاب ضروريا للسفير في دولة غير عربية، أما بالنسبة للدول العربية فقد لا يكون رواء المظهر ضروريا. ولكنه كان شابا في ريعان الشباب، لا يخلو مظهره من رواء، بالرغم من سكوت المصادر عن مظهره.
تلك هي مجمل سمات سفارة عمرو بن حزم، وهي سمات سهلت له مهماته سفيرا، ومهماته الأخرى واليا وجابيا وقائدا ومعلما، فنجح في تحمل أعباء واجباته في تلك المجالات.
لقد كان عمرو يتحلى بالانتماء والإيمان، وبالفصاحة والعلم وحسن الخلق، وبالصبر والحكمة، وبسعة الحيلة، ورواء المظهر، وتلك هي سمات السفير المتميز في كل زمان ومكان.