حتى تعلي من قدرهم وتعوضهم الحرمان والنقص الذي عاشوا به يكيدون للإسلام وللمسلمين، ومما يؤسف له حقا أن هذه النحلة الكافرة قد تمكنت من إيجاد عدة مراكز لها في ثلاث عشرة دولة إسلامية، قد أبانت عنها جريدة المسلمون في عددها الثالث والستين عام ١٤٠٦م، ويتبع كل مركز عدد من المدارس والمساجد والصحف.
هاتان نحلتان من النحل المنشقة عن الإسلام، والتي تستهدف في المقام الأول مقدسات المسلمين في مكة والمدينة، وكلتا النحلتين من مفرزات الباطنية، إذ إنهما يستقيان معظم الأفكار والمبادئ من تلك الفرقة.
لذا يكون من الأفضل أن نتعرض لتعاليم الباطنية بشيء من الشرح والتفصيل؛ لندرك كنه كل دعوة انشقت أو تنشق فيما بعد عن الإسلام؛ لأنه من المؤكد أنها ستنشق من الباطنية وإن أخذت مسميات أخرى.
٣) نظرة فاحصة لأصول الفكر الباطني:
وتعد الباطنية من أخطر الحركات المضادة للإسلام بصفة عامة، ولفريضة الحج بصفة خاصة، وتكمن خطورتها في مبادئها السرية التي تقوم عليها، والتي ما زال يكتنفها الغموض حتى يومنا هذا، إذ ما زالت أمهات كتب المذهب الباطني مجهولة المكان، وما نشر منها حتى الآن يعد قليلا بجانب المفقود منها أو المختفي في جهات سرية. ومن أجل هذا السبب لم تنقطع الدعوة الباطنية عن الظهور بين الحين، وتسمى في كل مرة باسم مجددها أو باعثها كتلك الدعوة المسماة بالقاديانية والبهائية، ومنتحلي النبوة. من أجل هذا يلزمنا أن نقف وقفة متأنية - بقدر ما نعرفه عن الباطنية - تستجلي طبيعة الفكر الباطني، ونتعرف على منابع الفكر حتى يتسنى لنا فهم الدور الخطير الذي تلعبه الآن هذه الفرق في تشويه العقيدة الإسلامية، وتمزيق كيان الأمة.
والباطنية إحدى فرق الشيعة المغالية، التي ظهرت في مطلع القرن الثالث الهجري، والتي تأثرت تأثيرا كبيرا بالفكر الغنوصي، الذي